مبادرة مجموعة فنادق راديسون لتمكين المرأة

تعمل مجموعة فنادق راديسون بجد لاستقطاب المواهب الشابة وبالتوازي مع ذلك تطوير المواهب الموجودة في فنادقها حول العالم. وإيمانا منها بأهمية دور المرأة وحتمية دعمها للمشاركة بشكل أكثر فاعلية، أطلقت مجموعة فنادق راديسون برنامج “القيادة المتوازنة” بهدف تحسين التنوع والإندماج في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. ويقود هذا البرنامج الاستراتيجي ستيفاني أبوجودة، المدير الأول الإقليمي للتسويق في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، حيث تعمل أبو جودة على حل مشكلة البطالة خلال السنوات القليلة القادمة وتمكين المرأة في تبوّء مناصب قيادية بقطاع الضيافة. التقت مجلة “لايف ستايل” بستيفاني أبو جودة في دبي لتسليط الضوء على مبادرة مجموعة فنادق راديسون لدعم المرأة. حدثينا في البداية عن برنامج “القيادة المتوازنة” وما هي أهم ملامح هذا البرنامج؟ يُعد هذا البرنامج الأكثر فاعلية في قطاع الضيافة ليس فقط المحلي بل والعالمي أيضاً. أطلقنا في فنادقنا عدة برامج استراتيجية لمواكبة احتياجات السوق وجذب المواهب لهذا القطاع من الذكور والإناث على حد سواء. فقمنا بتطوير العديد من المبادرات وأدخلنا العديد من التحسينات لجذب وتطوير المواهب. ولكن بالطبع كان هناك جهود خاصة على مستوى رفيع لدعم المرأة عامة والمرأة السعودية خاصة. قمنا بدراسة التحديات التي تواجه السيدات في الشرق الأوسط وتعيقهن من ممارسة أعمال الضيافة، ووجدنا أن “الأمور المتعلقة بالأمومة” قد تُعيق عمل المرأة؛ لذا وفَرنا ظروف عمل مرنة للأمهات فمددنا إجازة الأمومة إلى 60 يوماً في الإمارات وعمان وقطر، بينما يحق للمرأة في الكويت ولبنان الحصول على إجازة أمومة مدتها 70 يوماً. هذا بالإضافة إلى الكثير من التفاصيل الخاصة بالبرنامج والتي سنذكرها لاحقاً. تشغلين منصب رفيع في مجموعة فنادق راديسون. كونكِ المدير الأول الإقليمي للتسويق في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، كيف تقدمين الدعم للمرأة من خلال منصبك؟ كما أسلفت سابقاً، أنني أعمل بجهد لتنفيذ رؤيتي ونقل شعوري بالثقة للأخريات. كما أدعم كل سيدة موهوبة وأدفعها لشيئين: أولاً: الشعور بالثقة الكاملة، وثانياً: رسم الأهداف بوضوح. ومن ثم وبالتعاون مع الأطراف الأخرى في مجموعة فنادقتنا، نختار المواهب البارزة ونقلّدها مناصب مناسبة، كما نُدرج تلك المواهب في برامج تدربية مكَثفة منها برنامج “القيادة المتوازنة”. إلى جانب ذلك، أقوم حالياً بالإشراف على النشاط التسويقي لحوالي 80 فندق في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وبواقع هذه المهمة، لدي فريق من المتخصصين والمتخصصات في التسويق والاتصالات الرقمية، و يمكنني هنا الجزم بأن عدد السيدات يفوق عدد الرجال في فريقي. فهدفي الأساسي هو معالجة نقص القيادات النسائية في الشركات وتغيير الفكر النمطي حول تولي المرأة مناصب قيادية. ماهو مصدر ثقتك وإيمانك بقدرات المرأة؟ أعتقد حقاً أن كل امرأة لديها القدرة الداخلية لإثبات نفسها والنجاح في أي قطاع والتغلب على التحديات التي قد تواجهها. كبُرت هذه الفكرة معي وألهمتني كي أبذل قصارى جهدي في كل مرحلة من مراحل حياتي. واليوم، عندما أنظر إلى رحلتي، أشعر بالثقة إزاء رغبتي في التغلب على التحديات المستقبلية.  بالإضافة إلى ذلك أتلقى كل الدعم من مجموعة فنادق راديسون، لأتمكن من إنجاح برنامج “القيادة المتوازنة” في الشرق الأوسط، ولمساعدة النساء الأخريات على تطوير أنفسهن، والتمكن من القيادة والنجاح. أعمل في واحدة من أكثر الشركات الفندقية الحيوية في العالم، وبقطاع يكاد يكون الأكثر نمواً على الإطلاق، ومقر عملي هي مدينة دبي والتي بالطبع تُصنف أحد أهم الأسواق الناشئة والرئيسية في قطاع الضيافة، وبالتالي فإن الفرص لا نهاية لها وكوني قائدة برنامج “القيادة المتوازنة” في منطقة الشرق الأوسط، آمل أن لا يؤثر ذلك على مستقبلي فحسب، بل أيضا أعمل على إلهام النساء العربيات ودفعهن ليصبحن قائدات في قطاع الضيافة المتنامي. ماهو هدفك من برنامج “القيادة المتوازنة” وماهي النتائج المبدئية؟ هدفي من برنامج “القيادة المتوازنة” هو رفع مستوى الوعي بقضايا النساء في بيئة العمل وتغيير التفكير النمطي التقليدي حول عمل المرأة. وإنني فخورة جداً بالأثر الإيجابي للغاية الذي نتج عن برنامج “القيادة المتوازنة” خاصة في المملكة العربية السعودية حيث قمنا مؤخراً بتعيين أول امرأة سعودية بمنصب مديرعام في قطاع الضيافة ليس فقط في المملكة فحسب بل في العالم. في العام الماضي أطلقنا برنامج “خطوات” لدعم المواهب النسائية في مجموعة فنادق راديسون وتسريع تطورهن المهني وتمكينهن من النمو في الشركة بل ونشر الثقافة الإيجابية في بيئة العمل. تم تصميم هذا البرنامج لتعزيز التنوع والإندماج في بيئة العمل. وفي المملكة العربية السعودية، أسفر البرنامج عن تعزيز الكوادر النسائية حيث ازداد عدد السيدات من 6 في عام 2014 إلى 84 سيدة في العام الحالي، منهن 12 سيدة في مناصب قيادية. لا تتوقف جهودنا هنا فحسب، بل نوظف الكثير من السيدات في فنادقنا في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ونضمن لهن بيئة عمل مناسبة. نحن لا نتوقف عند دعم النساء العاملات في مجموعة فنادق راديسون فقط، بل نتخطى ذلك لدعم النساء الأخريات ورفع الوعي (داخل الشركة وخارجها) حول أهمية تمكين المرأة  فنحن نسعى لجذب المواهب النسائية الجديدة ولنكون أفضل وجهة للراغبات في العمل. وقد حصلت مبادرة “القيادة المتوازنة” على اعتراف عالمي في الجوائز الأخلاقية العالمية وذلك لجهود الشركة في تحقيق التنوع والإندماج. يضم برنامج “القيادة المتوازنة” سلسلة مستمرة من الدورات التدريبية في الشركة على أيدي أمهر الممختصين (المعتمدين دولياً)، ونهدف في نهاية المطاف إلى تزويد المرأة العربية بالمهارات اللازمة للازدهار داخل الشركة وتمكينها من أن تكون أكثر قوة، وتثقيفها لتحصل على مناصب قيادية. كيف تعلقين على نقص الدعم للمرأة في العديد من الشركات؟ أولا وقبل كل شيء، تحتاج الشركات إلى إدراك أهمية تمكين المرأة، حيث أثبتت الدراسات والبحوث أن تحقيق المساواة بين الجنسين في القيادة العليا يؤدي إلى مكاسب أكثر ربحية للشركات. إن توجيه الإناث هو نقطة بداية جيدة، تليها برامج القيادة المكرّسة وخطط التنمية لدعم وجودهن في مناصب قيادية. هنا أود الإشارة إلى أهمية توفير ظروف العمل المرنة للأمهات والحاجة لدعم المرأة لتحقيق التوازن المطلوب بين العمل والحياة. يتعين على المرأة العربية أن تتحدى الوضع الراهن وأن تتأكد من أنها مرئية وصوتها مسموع. أخيرا، ماهي نصيحتك للمرأة؟ نصيحتي لجميع النساء هي أهمية تذكير أنفسهن بأن الثقة هي شعور وليست سمة شخصية. لا أحد يستطيع أن يحكم عليكِ أفضل من نفسكِ. أنتِ أدرى بإنجازاتكِ وقدراتكِ. عليكِ خوض التحدي لتصبحي قائدة المستقبل.